‏إظهار الرسائل ذات التسميات تراث وثقافه. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات تراث وثقافه. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 27 يونيو 2011

نداء عاجل للحفاظ على مدينة عدن وصون حقها الثقافي


متابعات / حياة عدن
ناشدت الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بمحافظة عدن المجالس الأهلية بمختلف مسمياتها بالمحافظة على الوجه الحضاري 
لهذه المدينة وصون الحق الثقافي لها ، ودعم حق المواطن فيها ، وذلك بتسهيل وصول الاحتياجات إليه وضمان حقه بالتمتع بالأمن والآمان فيها والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة ، وصون معالمها ومواقعها التاريخية والبيئية .
وقالت الجمعية في نداء بعثته للمجالس الأهلية في عدن ـ حصلت (حياة عدن) على نسخه منه ـ " ان مدينة تعيش أوضاعا عامة تتداخل في أسبابها وتتقاطع في نتائجها حيث أصبح المواطن في هذه المدينة تتدافع أمام عينيه مظاهر دخيلة على واقعه ، وبات من المسلم به مشاهدة مناظر منافية لطبيعة هذه المدينة ذات المنظر الحضاري والسلوك الثقافي المحترم للحقوق الإنسانية التي دأبت عدن على التحلّي بها والاحترام لها ".

نص النداء


نداء إلى المجالس الأهلية في عدن


تعيش عدن أوضاعا عامة تتداخل في أسبابها وتتقاطع في نتائجها ، لكنها تتلقي عن نقطة أساسية كون هذه الأوضاع هي ، انعكاسا ت طبيعية للحالة السياسية العامة التي تعيشها البلاد ، بحيث أصبح المواطن في هذه المدينة تتدافع أمام عينيه مظاهر دخيلة على واقعه ، وبات من المسلم به مشاهدة مناظر منافية لطبيعة هذه المدينة ذات المنظر الحضاري والسلوك الثقافي المحترم للحقوق الإنسانية التي دأبت عدن على التحلّي بها والاحترام لها .

ولعل أزمة البترول والديزل والكهرباء والانفلات الأمني والبسط على الأراضي والبناء العشوائي والتوسع غير المرخص وانتهاك حرمة المعالم التاريخية والعبث بها وغيره من هذه الملامح قد غدت طقوسا يومية يهب المواطن من نومه على دويّها اليومي ، بصورة تتفاقم إفرازاتها السلبية دونما حسيب أو ضابط في ظل غياب السلطة الرسمية والمجالس المحلية المنتخبة في مديريات محافظة عدن . وليس الأمس ببعيد عندما تكبدت مدينتا المنصورة والمعلى خسائر مادية في الأرواح والممتلكات نتيجة للضرب الناري ، وربما خسائر أخرى ليس المجال منوط بحصرها .
ولعل من نافل القول أن نكرر أن هذه المظاهر أصبحت هما يوميا فرض على عدن التعايش معه وتقبله دونما حسم ، وهي المدينة التي صاغت في مختلف تاريخها الطويل الضوابط والنظم والسلوكيات المنظمة لحق أهلها في التمتع بالأمن والأمان ، بل وانتهجت السياسات الكفيلة بفرض النظام وتطبيق القانون ، سواء كانت هذه الضوابط أنظمة وتشريعات مكتوبة مازالت تحتفظ بها السجلات ، أو مآثر ومعالم هي اليوم بارزة على سطح الواقع تحاكي التاريخ على شكل أبواب وأسوار وقلاع ، وذلك في اجتهاد من أهاليها لتأمين البلاد وخلق النظام .
واليوم ، وعدن تئن من واقع الأحوال العامة التي باتت تشطر مواطنيها بين متألم مجروح على ما وصلت إليه حالة هذه المدينة وراكض للإسراع بتامين حاجاته الزهيدة التي تجود بها الفرصة ، وثالث واقف في طابور ينزف قلبه دما على ما قد تعلمه بالأمس من معنى الطابور واعتاد على ممارسته برقي وأخلاق ، المتضمن لتأمين حقه الإنساني من التزود بالاحتياجات واحترام حق الآخرين للتمتع بالحق ذاته بكل كرامة وإنسانية وما أصبح يحمله هذا المعنى من مضمون مستجد يتنافى مع آدمية الإنسان وثقافة المدينة .
وهنا نتساءل ، والواقع هكذا ، أين هي التشكيلات الأهلية التي تداعت للانتظام والتشكل تحت مسميات مختلفة لكنها تتلاقى في نقطة الالتقاء للعمل من أجل عدن لخدمتها وحماية حقها في ظرف تاريخي استثنائي . إن تشكيل هذه المجالس من الوهلة الأولى قد حمل لنا جميعا شعورا متعاظما من أنها تتمحور تحت سقف السلوك المدني الحضاري لمدينة صاغت لأخواتها في شبه الجزيرة العربية بواكير نظم العمل الطوعي الأهلي في أوقات السلم والحرب منذ ما قبل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 1910.
لقد كان من حق عدن على هذه المجالس التي تشكلت من خيرة أبنائها أن تتسارع لضبط إيقاع الحياة اليومية وتأمين الاحتياجات الضرورية وتطبيع الحياة العامة وإنزال السكينة والأمن في نفوس أهلها ، حتى لا تتحول عدن إلى سوق للمتاجرة بقوت أبنائها وحاجاتهم من الديزل والبترول وغيرهما التي أصبحت سلع رائجة أنعشت السوق السوداء ، وأبرزت ما يعرف بتجار الحروب والأزمات ، ومنع تصدير هاتين المادتين إلى خارج المدينة ، بل ووأد العمل بسياسة المرابحة واستغلال حقوق المواطنين . ولعل مسحا سريعا لحالة المدينة ومحطاتها وشوارعها من قبل هذه المجالس كان كفيلا بأن يتداعى مع هذه المجالس كل محبّي عدن لفرض أنظمة الصرف المناسبة لمادتي البترول والديزل .
ومازال الجرح الآخر ينزف دما في نفوس أبناء هذه المحافظة كلما ارتفعت قاماتهم تعانق جبال مدينتهم الحبيبة ، أو كلما استداروا بأبصارهم نحو أرضها ، وهم يرون جبالها وأراضيها قد خطتها أيادي العبث والبسط بممتلكات هذه المدينة ، في غفلة من النظام للاستيلاء عليها . وكثيرة هي تلك الصور التي أصبحت تتدافع أمامنا معلنة عن الفوضى وانعدام النظام في هذه المدينة .
 إننا من موقعنا في الجمعية اليمنية للتاريخ والآثار –عدن – نناشد أعضاء المجالس الأهلية بمختلف مسمياتها المحافظة على الوجه الحضاري لهذه المدينة وصون الحق الثقافي لها ، ودعم حق المواطن فيها ، وذلك بتسهيل وصول الاحتياجات إليه وضمان حقه بالتمتع بالأمن والآمان فيها والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة ، وصون معالمها ومواقعها التاريخية والبيئية . ولن يكون تحقيق ذلك بعيدا إذا ما انتقلت المجالس بأهدافها وبرامجها إلى مستوى العمل في الشارع ، باعتباره المحك الفعلي لهموم المواطنين .
وفقكم الله في مهامكم
د. أسمهان عقلان العلس
الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار – عدن

الاثنين، 20 يونيو 2011

نقوش وآثار يافعيه


نقوش مختلفه من يافع






يافع بين تراث الماضي وأمل الحاضر

الأيام - قائد زيد ثابت:
أحد المواقع التي فيها كتابات قديمة والأكثر تكسيراً وتخريباً من قبل رعاة الاغنام

يافع من المدن التاريخية القديمة المتميزة بفنها المعماري الجميل وهي من أهم المناطق الأثرية والسياحية في اليمن بفنها وطرازها المعماري الفريد من حيث النسق والاتقان الرائع في فن العمارة الذي يظهر عظمة الإنسان القديم على مر العصور.

فالحديث عن يافع طويل ومتشعب لا يمكن إيفاؤه في سطور ولكن في حقيقة الأمر لها وجود على مستوى خارطة البلاد لأنها العزة والشموخ والحضن الدافئ لأكثر من نصف مليون ففي يافع الكثير من المعالم الأثرية الظاهرة من حصون ومساجد وقلاع وأضرحة ونقوش ومخطوطات حميرية بالخط المسند الى جانب السدود (الكرفانات) القديمة التي تستخدم لخزن مياه الأمطار كما يوجد في يافع الآلاف من مدافن الحبوب.

و تزخر يافع بالكثير والكثير من المواقع الأثرية المطمورة بما فيها الكتابات الحميرية على الصخور الجبلية الى جانب لوحات نحتت من حجر البلق وهياكل حيوانات مصنوعة من البرونز بحوزة أشخاص استحوذوا عليها لعدم علمهم بأهميتها ولم يعرف مذاك مصيرها.

جذورها التاريخية
تنسب يافع الى أحد ملوك حمير (يافع بن رعين الحميري) وتعتبر المسكن القديم للحميرين وذلك قبل نزوحهم منها الى مواطنهم الجديدة قبل القرن الاول قبل الميلاد كما أشار النقش الذي عثر عليه في صرواح الى حروب الملك السبئي (كرب إل بين) كذلك نقوش مملكة (الحد) في يافع العليا اشارة الى الحروب التي خاضتها قبائل يافع (ذو ريدان الحميرية) ضد ملوك سبأ عند بداية العهد الحميري القوي.

كل هذا وذاك يدل على أن يافع سكنها الحميريون في بداية عهدهم وما عثر عليه اليوم في يافع من كتابات قديمة بالخط المسند دليل قاطع على أن يافع المسكن القديم للحميريين.

العثور على كتابات قديمة
لقد تم العثور على كتابات قديمة بالخط المسند على صخور جبلية في مديرية سباح وبالتحديد في منطقة العرقة في أماكن عدة ومتباعدة منها جبل النمارير وهي الاكثر من حيث تعرضها لأعمال الطمس والتخريب.

كما شاهدنا في أثناء بحثنا برفقة الاستاذ أحمد الدباني وحسين علي محمد، أكثر أبناء المنطقة دراية بتلك الكتابات كتابات متناثرة ورسوماً لغزال ونمر في جبل سقم وكتابات في مكان يطلق عليه منذ مئات السنين (ذراع الكتابات).

كما شاهدنا كتابات ومن دون أي رسوم في مكان يسمى (ذراع الجيف) في منطقة علتيط الاسفل.

وعلى ما يبدو أن تلك المخطوطات قد تعرضت لأعمال تكسير وتخريب من قبل أهالي المنطقة وبالذات رعاة الأغنام صغار السن لأنهم لم يكونوا على دراية بها وما ترمز وتحمل من معنى تاريخي ولم يتبق من تلك الكتابات الا الشيء القليل ومعرضة بين الحين والآخر للاعمال نفسها لأسباب كثيرة منها عدم اكتمال الوعي الاثري عند بعض أهالي المنطقة والمحيطين بها وكذلك عدم وجود من يحميها ويحافظ عليها من أيادي العابثين الذين لا يقدرون قيمة هذه الكتابات والكل في منطقة العرقة على علم مسبق بتلك الكتابات ولكن لم يعملوا لها أي حساب.

إن تلك الكتابات تحتاج الى خبراء آثار للقيام بدراسات علمية أثرية جديرة بها لمعرفة خباياها ورموزها التاريخية القديمة لهذا ندعو علماء الآثار في المحافظة من على منبر «الأيام» للبحث والدراسة والاهتمام بها واظهارها والحفاظ عليها من عوامل الزمن وأيدي العابثين.

ولكن للاسف الشديد أغلب المواقع الاثرية في يافع في حالة سيئة بسبب الاهمال وعدم حمايتها اذ إن عشرات المساجد والقصور والمباني القديمة جدرانها وسقوفها متصدعة وتتطلب الترميم والصيانة المتواصلة.

يافع في تاريخها الحديث
تميزت يافع في تاريخها الحديث بنظام السلطنات المتوارث بين آل عفيف في يافع السفلى وآل هرهرة في يافع العليا وكانت تلك السلطنات في صراع وتحالف مع بعض الدول المستقلة وفي صراع مستمر مع الأتراك وبالذات يافع العليا.

كما كان لتلك السلطنات وجود وامتداد خارج حدود يافع كما كان للقبيلة الواحدة في يافع وجود يذكر لامتلاكها العبيد والجواري والسيوف والجنابي والدليل على ذلك ما نصت عليه وثائق مكتوبة بلغة عربية ترجع لحقب زمنية بعيدة مفادها تقسيم كل أملاك البحبح بين أحفاده، كانت الوثيقة بتاريخ 1131هـ وتنص على تقسيم أملاك البحبح بالورث الشرعي من طحين وبن وعلوب (شجر السدر) وأعرص وعبيد وجوار ونحاس وفضة وسيوف وجنابي وبنادق ودرق ورموح.

كما بحوزة بعض القبائل في يافع وثائق تبين الدور التاريخي للقبيلة الواحدة وهي قبيلة (الكيلة) احدى قبائل آل علي التي كان لها نصيب من باب المندب هو عشر المعشر للشيخ عبدالقادر بن علي العلوي، بتاريخ 1103هـ..

كما أن منطقة (الكيلة) شاهد على أعمال بريطانيا حيث ما تزال ديارها مخربة منذ قصفها من قبل حكومة الاتحاد العام 1962م إلى جانب المنشورات التي كانت تسبق القصف بأيام.

يافع يجب أن تكون محافظة
تمتلك يافع بمديرياتها الثماني المقومات الكافية التي تؤهلها لأن تكون محافظة فهي تمتلك المقومات من سياحة وثقافة وزراعة ومحميات طبيعية وكثافة سكانية إلى جانب مقومات المغترب فيافع الحضن الدافئ لأكثر من (170) ألف مغترب.

كما ان يافع تربى فيها الاغنام والماعز وفيها غطاء نباتي كثيف لأشجار متنوعة ولهذا يجب ان تكون محمية طبيعية لامتلاكها مقومات المحمية من أشجار وحيوانات بما فيها الضبع والذئب والاسد والنمر وقد تم الامساك بأحد النمور بعد سقوطه في احدى آبار منطقة قرقر بمديرية سرار قبل شهور.

أبرز المشاكل التي تعانيها
تعتبر المياه من أبرز المشاكل التي تعانيها يافع حيث تعتمد كل عزل وقرى يافع على مياه الامطار ومياه الآبار المنتشرة في أحضان الجبال والوديان.

وما نرمي إليه من الدعوة لأن تكون يافع محافظة هو الاهتمام بها كون المستقبل يبدأ من الماضي للبحث عن حقوقها المنسية بما فيها طريق باتيس - رصد - معربان، التي تمثل مطلباً ملحاً للمواطنين وعدم تنفيذها يشكل عائقاً أمام تنقلهم، وهم يتطلعون إلى أن ينعموا بخيرات الوحدة.

لمحة عن يافع


1_لمحةجغرافية :
  تقع يافع في جنوب اليمن(شمال شرق عدن) بين خطي طول 45-46 وخطي عرض 13-14 يحدها من الجنوب ساحل البحر ومن الشمال البيضاء ومن الشرق لودر(مكيراس) ومن الغرب الضالع وحالمين وبشكل عام تمثل الجهة الغربية لمحافظة أبين والجهة الشماليةالشرقية لمحافظة لحج . ويافع اسم ذو دلالتين : فهو يدل على يافع المنطقة ، ويافع القبيلة أو القبائل، وعرفت يافع قديماً باسم "دهسم" أو "دهس" وكذلك" بسرو حمير" .
     وجغرافية منطقة يافع في معظمها شديدة الوعورة والتضرس ، وتشكل تقريباً نموذجا ًمصغراً لسطح اليمن العام ،فهي تنقسم _كما هو حال اليمن _ إلى ثلاثة اقسام طبيعية مختلفة هي:
         اولأ_منطقة الهضبة : وهي عبارة عن لسان تأتي امتداد لهضبة اليمن من جهة البيضاء وقع في إطارها كل من  مناطق الحد ،الضبي ، ولبعوس والموسطة  وتنتهي في منطقة المفلـحي حيث  يختفي  السطح المستوي ، وتظهر الجبال الحادة  ، خصوصاً باتجاة مشألة . ورغم صغرمساحة منطقة الهضبة نسبيا إلا أنها تحتوي على أهم المواقع والقرى الكبيرة في يافع ، كما انها تمثل اكثر المواقع ارتفاعاً في يافع ومنها جبل ثمر الذي يصل ارتفاعة إلى حوالي 6900 قدم عن سطح البحر، ويتميز مناخ تلك المنطقة بالبرودة شتاءً وبالاعتدال صيفاً وبانخفاض معدل المطر السنوي مقارنة بالمنطقة التالية.
         ثانياً_المنطقة الجبلية الوسطى:وهي تلي منطقة الهضبة ، وتقل ارتفاعاتها كلما اتجهنا جنوباً ، و تمتد الى محاذاة الساحل . وتتميز بسطح جغرافي شديد الانحدار والوعورة وتتخلل جبالها الكثيرة العديد من الوديان الضيقة ومنها وادي حطيب ، وادي يهر ، وادي ذي ناخب ، وادي حمومة ، وادي سلب ، وادي حطاط وغيرها . وهذة المنطقة تستقبل معدلات امطار سنوية بشكل افضل ، وتحتوي وديانها على العديد من الينابيع والغيول الموسمية أو الدائمة لكن بحكم طبيعتها فإن المساحات الزراعية فيها محدودة فهي أما عبارة عن مدرجات صغيرة على جوانب بعض الجبال أو عبارة عن مساحات ضيقة في جوانب الوديان ، ويزرع   في اطارها البن والحبوب والقات وغيرة ويتركز النشاط والكثافة السكانيةفيها في نطاق المناطق المرتفعة المجاورة لمنطقة الهضبة وعلى امتدادالحد المائي الفاصل بين المياه التي تتجة غرباً باتجاة وادي يهر ووطن والتي تتجةشرقاً باتجاة سباح وسلب نظراً لكثرة امطارها من ناحية ولاتساع مساحة مناطقها النسبية من الناحية الثانية مثل رصد والسعدي وسرار.
          ثالثاً_ المنطقة الساحلية : وهي اصغر المناطق الثلاث مساحة وتقع في ساحل أبين في المنطقة الممتدة بين مصب وادي بنا وساحل البحر وتتميز بخصوبةتربتها وأهم مدنها  جعار والحصن .
                           
 2_لمحة تاريخية :                           
      دلت الأثار التي تم العثور عليها في يافع على انها عرفت النشاط الانساني والحضاري في وقت مبكر من تاريخ اليمن القديم ، ويرى جواد علي المختص في تاريخ العرب قبل الاسلام ان يافع تشكل المسكن القديم للحميريين ،وذلك قبل نزوحهم منها إلى مواطنهم الجديدة قبل القرن الأول قبل الميلاد، كما أشار النقش الذي عثر عليه في صرواح إلى حروب الملك السبئي (كرب إل بين )مع بعض الكيانات اليمنية ومنها مملكة دهس في يافع في القرن السادس قبل الميلاد تقريباً. كما ان نقوش منطقة الحد في يافع قد اشارت إلى الحروب التي خاضتها قبائل ذو ريدان الحميرية ضدملوك سبأ عند بداية العهد الحميري القوي في اليمن، الذي اسفر عن قيام كيان سياسي مركزي في اليمن لاول مرة في تاريخة بل وتجاوز نفوذ ذلك الكيان الحميري إلى ان بلغ نجد والحجاز في وسط الجزيرة العربية .
       وقبيلة يافع من أهم القبائل اليمنية التي هبت لنداء الاسلام وكان رجالها في طليعة الجيوش الاسلامية الفاتحة للشام ومصر ، ومن أشهرهم سراج بن شهاب اليافعي الرعيني وحسان بن زياد ،وفي ظل الدولة الاسلامية الموحدة قسمت اليمن إلى ثلاثة اقسام إدارية "مخاليف" وكانت يافع تنتمي إلى أكبر تلك المخاليف وهو مخلاف الجند الذي يضم تهامة وعدن وأبين أيضاً .
      وفي الفترة التي ضعفت فيها دولة الخلافة الاسلامية وشهد فيها اليمن ظهور عدد من الدول المستقلة لعبت يافع دوراً سياسياًمهماً في معظم تلك الدول ومنها دولة علي بن الفضل الاسماعيلية والدولة الرسولية والدولة الطاهرية .وبحكم طبيعة منطقة يافع الجبلية من جهة وشحة مواردها من جهة أخرى فقد قاومت الدول الكبيرة التي حاولت ان تسيطرعليها وتجمع الضرائب منها ، فلم يستطع العثمانيون اخضاعها رغم امكانتهم الكبيرة فبعد اربع سنوات من القتال أجبر العثمانيون على مغادرة حصن الخلقة في الحد الذي حاولوا منه بسط سلطتهم على المنطقة .                                                                              
       وفي فترة الدولة القاسمية التي خلفت العكم العثماني في اليمن تمكنت من مد سيطرتها على المنطقة ولكن لفترة زمنية محدودة حيث القبائل والدولة في عدة مواجهات شرسة داخل المنطقة وخارجها اسفرت عن تراجع سلطة الدولة من يافع والمناطق المجاورة لها .
      وعند ذلك برزت اسرتين قبليتين قويتين في يافع على حساب مقاومة القاسميين وتلك الاسرتين هما "اسرة بن عفيف "  و"اسرة بن هرهرة"  وانطوت تحت لواء كل اسرة ( سلطنة )  خمسة اقسام قبلية إدارية عرفت باسم "المكاتب" مازالت قائمة إلى وقتنا هذا .
      والمكاتب التابعة ليافع(السفلى)هي : الكلدي _ اليهري _ الناخبي _ السعدي _ اليزيدي _ أما المكاتب التابعةليافع(العليا) فهي : البعسي _ الموسطة _ الظبي _ الحضرمي _ المفلحي . وكان دور السلطتين القبلي والسياسي خارج المنطقة قد تراجع في فترة الاحتلال البريطاني الذي تحكم في معظم الأمور أما سلطنة ابن هرهرة فقد تراجع دورها حتى داخل المنطقة وفقدت شرعية تمثيل يافع  " العليا " واضطرت بريطانيا عند عقد اتفاقيات الحماية والاستشارة ابرامها بصورة منفردة مع معظم مشائخ مكاتبها .
    
     بعد خروج بريطانيا وقيام دولة واحدة في جنوب اليمن قسمت البلاد إلى عدد من الاقسام الإدارية _محافظات ومديريات _ فكانت يافع بكاملها وفق ذلك التقسيم عبارة عن مديرية (المديرية الغربية) تابعة للمحافظة (الثالثة) أبين حالياً وعاصمتها جعار ، ثم عدل ذلك التقسيم في وقت لاحق واصبحت جعار تابعة للمديرية الجنوبية ولبعوس عاصمة للمديرية الغربية التي كانت تضم ثلاثة مراكز هي المركز الاول "لبعوس" والمركز الثاني "رصد" والمركز الثالث "الحد" . وفي بداية الثمانينات من القرن الماضي تم إعادة النظر في التقسيم الإداري للجمهورية للمرة الثالثة ،فتوزعت يافع بين محافظتين هما لحج وأبين فكان لبعوس والحد (مديرية يافع) تابعة للحج ، ورصد مركز تابع لمديرية خنفر ثم مديرية مستقلة . وفي فترة الوحدة لم يحدث أي تغيير للتقسيم العام للمنطقة  وانما تحولت المراكز التي كانت تابعة للمديريتين إلى مديريات مستقلة اربع منها في اطار محافظة لحج هي 1_ مديرية يافع 2_ مديرية المفلحي 3_ مديرية يهر 4_ مديرية الحد . واربع في اطار محافظة أبين هي 1_ مديرية جعار 2_ مديرية رصد 3_ مديرية سرار  4_ مديرية سباح . 

الاثنين، 7 فبراير 2011

إذ تتعرض للتدمير والإهمال إحدى أهم المعالم التاريخية في يافع تستغيث


إذ تتعرض للتدمير والإهمال
إحدى أهم المعالم التاريخية في يافع تستغيث

السبت 18 سبتمبر-أيلول 2010 الساعة 10 مساءً / يافع- مأرب برس- ياسر اليافعي:
 
 
تعد قلعة القارة من أهم المعالم التاريخية في يافع, حيث تشكل القارة بشكلها ولونها الجميل لوحة ربانية رائعة تتميز بها يافع عن باقي المناطق.
ويوجد في القارة الكثير من المعالم الأثرية والتاريخية التي تدل على عظمة الإنسان اليافعي, وتتنوع هذه المعالم بين نقوش أثرية وقباب ومساجد وسدود وبرك للمياه وكذلك بيوت وقصور قديمة، كما كانت القارة المركز الذي تدار منه يافع حيث كان يحكم ويدير سلاطين آل عفيف يافع من هذه القلعة.
لكن ما يخزي في النفس أن هذا المعلم التاريخي الهام والنادر يتعرض للتدمير, سواء بفعل الطبيعة أو بفعل البشر, فالكثير من آثار القصور والقباب التاريخية, إضافة إلى السدود تتعرض للتخريب والإهمال الشديد بفعل عوامل التعرية الطبيعية أو بفعل البشر المتمثل بإهمال هذا الصرح التاريخي الهام أو السرقة التي حصلت لكل ما تحويه القارة من مقتنيات أثرية, ومخطوطات قديمة ووثائق هامة.
"مأرب برس" كان له جولة في قلعة القارة, حيث يلاحظ المتجول في أزقتها وحواريها الإهمال الشديد الذي تعانيه وكذلك انهيار بعض المباني والقبب التاريخية, بل أنه سيستغرب من أن معلما تاريخيا بهذه الشهرة وهذا الشكل الرائع يتم إهماله سواء من قبل أهل يافع أنفسهم أو من قبل السلطات المحلية في يافع, فموقع قلعة القارة المرتفع الذي يطل على معظم مناطق ومدن يافع ومساحتها الواسعة وما تحويه من آثار تاريخية يجعلها مزارا ومعلما سياحيا نادرا.
يقول الحاج أبو سامي وهو من السكان الذين تبقوا في القارة: "لو كان هذا المعلم التاريخي في دولة خليجية لأصبح زواره من كل بقاع العالم". مشيرا إلى أن القارة تعرضت لإهمال وسرقة للمتحف الذي كان يحوي مخطوطات وكنوزا مهمة.
وثمة أسباب رئيسية أدت بسكان القارة إلى الرحيل منها, حيث لم يتبق من سكانها إلا ثلاث أسر فقط، ويقف الجفاف الذي تعرضت له يافع مؤخرا في مقدمة تلك الأسباب, وهو ما أدى بالناس إلى النزوح من القارة نحو الوادي أو الانتقال إلى المدن الرئيسية؛ لصعوبة حصولهم على الماء.
وعبر "مأرب برس" يوجه "أبو سامي" مناشدة إلى كل من تعز عليه القارة من أهلها وسلاطينها, وكل من يعشق التراث الإنساني, وإلى الجهات المعنية أن يلتفتوا إلى هذا الكنز المهمل, وأن يضعوا حداً للعبث الذي طال كل ما تحويه القارة من آثار.
وننوه إلى أنه من واجب السلطة المحلية في يافع والمعنيين في وزارة السياحة, إضافة إلى وزارة الثقافة والهيئة العامة للآثار والهيئة العامة للحفاظ على المدن التاريخية والمنظمات الدولية المهتمة بالآثار, ضرورة الالتفافات إلى هذا المعلم التاريخي الهام والحفاظ عليه, والترويج له وإبرازه للعالم, فهو سيظل مفخرة ليس ليافع فقط, وإنما لليمن كلها, كما أن الحفاظ عليها يعد واجب إنساني ووطني.